من رأى واحدا منهم أو جميعهم أحياء، دلت رؤياه على قوة الدين و أهله و دلت على أن صاحب الرؤيا ينال عزا و شرفا، و يعلوه أمره، فإن رأى كأنه صار واحدا منهم، يناله شدائد ثم يرزق الظفر، و إن رآهم في منامه مرارا صدق معيشته، و من رأى القراء مجتمعين في موضع، فإنه يجتمع هناك أصحاب الدولة من السلاطين و التجار و العلماء، و من رأى بعض الصالحين من الأموات صار حيا في بلده، فإن تلك البلدة ينال أهلها الخصب و الفرج و العدل من واليهم، و يصلح حال رئيسهم و رأى الحسن البصري رحمه الله كأنه لابس صوف، و في وسطه كستينج و في رجليه قيد، و عليه طيلسان عسلي، و هو قائم على مزبلة، و في يده طنبور يضرب به و هو مستند إلى الكعبة، فقصت رؤياه على ابن سيرين فقال: أما درعة الصوف فزهده و أما كستيجه فقوته في دين الله، و أما عسيله فحبه للقرآن و تفسيره للناس و أما قيده فثباته في ورعه، و أما قيامه على المذبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه، و أما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس، و أما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل