وهذا النوع من أنواع العين يؤدي للإصابة بالأمراض المتنوعة ، وقد تظهر بعض أعراض تلك العين على المريض ، فقد ثبت من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنه – قال : ( رخص النبي صلى الله عليه وسلم لآل حزم في رقية الحية، وقال لأسماء بنت عميس : ( مالي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الحاجة ) قالت : لا، ولكن العين تسرع إليهم ، قال : ( ارقيهم ) قالت : فعرضت عليه فقال : ( ارقيهم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – برقم 2198 ) ، وقد ثبت من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجارية في بيت أم سلمة رأى بوجهها سفعة : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) ، وهذا يؤكد أن آثار العين قد تظهر على المعين وتسبب له الأمراض والأسقام 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي : ( هل النسيان والصداع والدوخة والنزيف والإسقاط وغيرها لها علاقة بالعين أو الحسد أو السحر ؟
يقول الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( ولما كانت الإصابة بالعين من أخطر الأمراض كما قيل ، إنها تورد البعير القدر ، وتدخل الرجل القبر ، وتشترك إصابات " العين " مع الأمراض التي تصيب الإنسان على اختلاف أنواعها وتفاوت آثارها 0 وقد وجدت النصوص في الوقاية منها عند التخوف من وقوعها ، والعلاج من إصابتها بعد وقوعها ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 5 ) 0
ومما لا شك فيه أن بعض الأمراض المعروفة اليوم قد يكون سببها الإصابة بالعين والحسد ، ويستغرب الكثيرون من تلك الحقيقة ، بل قد يقدح بعض الأطباء المتخصصين في ذلك ، وقد يصل الأمر بهم درجة القذف والتهجم واعتبار ذلك الكلام من الهرطقات والخزعبلات ، وادعاء أن العلم يقف ضد ذلك بل ويحاربه ، معتمدين بذلك على الدراسة النظرية والعملية وكافة الأساليب والوسائل التقنية الحديثة التي توصل إليها الطب الحديث وأهله ، ومع كل ذلك فلا بد من الإقرار والإذعان لهذه الحقيقة الهامة ، وقد قررت النصوص الحديثية ذلك قبل ألف وأربعمائة سنة حيث ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ) ( السلسلة الصحيحة 747 ) 0
إن انتشار الأمراض المتنوعة والخطيرة وموت الكثيرين من الناس نتيجة لذلك لا يعني مطلقا أن كافة هذه الأمراض أمراض عضوية بحتة ، فقد تكون بعض تلك الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ولم يقرر الطب التخصصي بكافة فروعه وأقسامه في يوم من الأيام أن فلانا قد مات نتيجة للإصابة بداء العين والحسد ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن كافة الأمراض الموجودة على الساحة اليوم تعزى نتيجتها للإصابة بهاذين الداءين العظيمين ، فلا إفراط ولا تفريط ، بل إن الواجب الشرعي يحتم اتخاذ كافة الأسباب الشرعية والحسية المباحة للاستشفاء من كافة الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها ، ومن ثم فلا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة الهامة التي سوف توفر الفرصة المواتية لعلاج كافة الأمراض سواء كانت عضوية أو روحية عن طريق مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين ، وكذلك اللجوء للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، والتيقن بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده 0
ويقسم هذا النوع من أنواع العين إلى قسمين :
أ - العين المؤثرة بالأمراض العضوية المعروفة :
وهذا النوع من أنواع العين يؤدي إلى أمراض عضوية تحدد وتشخص من قبل الأطباء والمتخصصين وتكون معروفة لديهم كمرض السرطان والسل ونحو ذلك من أمراض متنوعة أخرى ، ويكون الأصل في هذه الأمراض نتيجة التعرض للإصابة بالعين والحسد ، ويقسم هذا النوع إلى الأنواع التالية :
1)- العين المؤثرة بالآلام والأسقام :
أ- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثير كلي :
وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام تصيب جميع أنحاء الجسد ، ويشعر من خلال ذلك بالتعب والإرهاق والخمول وعدم القدرة على القيام بالأعمال الدورية المعتادة 0
ب- العين المؤثرة بألم عضوي ذا تأثيرجزئي :
وفيه يتعرض المعين لمرض يتركز في جهة محددة من الجسد ، وله أعراض معينة ، وعند قيام المريض بالفحص الطبي يتبين وجود أسباب طبية نتيجة لتلك المعاناة 0
ج- العين المؤثرة بألم عضوي متنقل :
وفيه يتعرض المعين لأمراض وآلام متنقلة في جميع أنحاء الجسد ، فتارة يشعر بألم في الرأس وتارة أخرى يشعر بألم في المفاصل وهكذا 0
2)- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية : وتنقسم إلى قسمين :
أ- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية قصيرة الأمد :
وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات قصيرة الأمد نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الاجتماعية للمريض كالغضب والفرح ونحوه ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد 0
ب- العين المؤثرة بإحداث تشنجات عصبية طويلة الأمد :
وفيه يتعرض المعين من فترة لأخرى لتشنجات عصبية دون أن تحدد بزمان أو مكان ، وتستمر تلك التشنجات لفترات طويلة نسبيا ، وقد ترتبط تلك التشنجات أحيانا مع المؤثرات الخارجية للمريض كما أشرت في الفقرة السابقة ، وتعتمد تلك التشنجات في قوتها على قوة العين والحسد 0
3)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية : وتنقسم إلى قسمين :
أ )- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية الدائم :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا دائما ، فلا تعود تلك الحواس للمعين إلا بعد انتهاء العين وشفاء المريض بإذن الله تعالى 0
ب)- العين المؤثرة في تعطيل الحواس العضوية المؤقت :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لتعطيل الحواس الخاصة بالسمع والإبصار والشم تعطيلا مؤقتا ، ويتقلب الحال من وقت إلى وقت ومن زمن إلى زمن 0
4)- العين المؤثرة بالشلل العضوي : وتنقسم إلى :
أ)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الكلي :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي كلي في جميع أنحاء الجسد ، فلا يستطيع المريض الحراك مطلقا ، ولا تعود له عافيته إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى 0
ب)- العين المؤثرة بالشلل العضوي الجزئي :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي يختص بمنطقة معينة كاليد أو القدم أو الرأس ونحوه ، ويبقى العضو معطلا فترة من الزمن ثم يعود إلى سابق عهده ، وتنتهي المعاناة بإذن الله تعالى عند انتهاء العين 0
ج)- العين المؤثرة بالشلل العضوي المتنقل :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لشلل عضوي جزئي متنقل ، فتارة يصيب الشلل منطقة اليد ، وتارة أخرى منطقة القدم وهكذا ، ولا ينقطع هذا الأمر إلا بعد انتهاء العين بإذن الله تعالى 0
5)- العين المؤثرة بالخمول : وتنقسم إلى قسمين :
أ)- العين المؤثرة بالخمول الدائم :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول دائم ينتاب جميع أنحاء الجسم ، فيشعر المريض دائما بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر 0
ب)- العين المؤثرة بالخمول المؤقت :
يتعرض المعين من خلال هذا النوع لخمول مؤقت ينتابه بعض الفترات وتتراوح نسبة ذلك الخمول بحسب قوة العين وتأثيرها ، فيشعر المريض أحيانا بالفتور والخمول وعدم القدرة على العمل أو ممارسة أي نشاط يذكر ، وتارة أخرى يكون نشيطا قويا يعيش كأي إنسان طبيعي آخر 0
6)- العين المؤثرة في حصول الاستحاضة :
وعادة ما يصيب هذا النوع النساء 0
ب - العين المؤثرة بالأمراض العضوية غير المعروفة :
وطبيعة هذه الأمراض أنها لا تشخص من قبل الأطباء ولا يقفوا على الأسباب الحقيقية ورائها ، وهنا لا بد من الإشارة لنقطة هامة جدا وهي أن بعض الأمراض لم يقف الطب على حقيقتها ومعرفة أسبابها لعدم توفر الإمكانات الطبية أو العلمية المتاحة لاكتشافها والوقوف على حقيقتها ، والمقصود من الكلام السابق أن كل مرض لم يقف الطب على حقيقته لا يعني مطلقا أنه تأتى بسبب الإصابة بالعين والحسد ، ومن هنا كان الواجب يحتم الدراسة العلمية الموضوعية المستفيضة للحالة للوقوف على الأسباب الرئيسة للمعاناة والألم والاهتمام بالجانب الديني والمتمثل في الرقية الشرعية ، وكذلك التركيز على الجوانب الطبية الأخرى في الاستشفاء والعلاج ، ومن هنا يكتمل البحث والدراسة في الأسباب الشرعية والحسية التي تسعى بمجملها لتقديم جل ما تستطيع لخدمة الإسلام والمسلمين وتحقيق المصلحة الشرعية من وراء ذلك ، وتقسم تلك الأمراض إلى قسمين :
1)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الكلي الدائم :
ويؤدي هذا النوع من أنواع العين للآلام والأوجاع المستمرة والعامة في جميع أنحاء الجسد ، وقد تتنقل تلك الآلام من عضو لآخر دون تحديد وتشخيص أعراضها من الناحية الطبية 0
2)- العين المؤثرة بالأمراض العضوية ذات التأثير الجزئي الدائم :
وتؤدي للآلام والأوجاع المستمرة ولكنها تختص بعضو من أعضاء الجسم البشري ، وكذلك لا يتم تشخيص تلك الأعراض من الناحية الطبية 0